تستشرف وزارة الحج والعمرة مستقبلاً أفضل من الخدمات المميزة لضيوف الرحمن، بالاستناد إلى التطورات المتلاحقة للتقنية والاستفادة من كل حديث، ليحل الذكاء الاصطناعي في إدارة شؤون الحجاج. ووفقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030،تسعى الوزارة جاهدة إلى الارتقاء بمنظومة العمل وتميزه وصولاً إلى موسم حج ميسر ينعم به الحاج، وتحقق على إثره نسبة رضا عالية من قبل ضيوف الرحمن عن الخدمات المقدمة.
وتمضى الوزارة في مسيرتها نحو خدمة الحاج متوازية مع ما يستجد في عالم التقنية، إذ اطلقت في موسم حج هذا العام 1440 هـ حزمة من الخدمات النوعية شملت مشروع «منصة الحج الذكي»، ومبادرة «الرقابة على الخدمات» لرفع مستوى خدمات السكن بهدف توفير مساحات إضافية للحجاج وتنظيم مسارات النقل الترددي، وبرنامج «التفويج» المخصص لإدارة الحشود عبر نظام إلكتروني لإعداد ومراقبة خطة التفويج إضافة إلى «مشروع زيادة الطاقة الاستيعابية». حيث تمت إزالة جبل شرق ربوة منى بالكامل، وبناء مخيمات مجهزة بمختلف الخدمات، ومبادرة «تطوير خدمات الإعاشة» للتوسع في تقديم الوجبات مسبقة التجهيز في المشاعر المقدسة. ولتعزيز مفهوم التطوع جاءت مبادرة «كن عوناً» التطوعية للإسهام في الأعمال التطوعية، وفتح المجال لجميع أفراد المجتمع لخدمة حجاج بيت الله الحرام، أما في جانب الجودة والرقابة دشنت مبادرة «النظام الإلكتروني للمشاعر المقدسة»، من خلال نظام تقني رقابي لقياس جاهزية المشاعر المقدسة ومرافقها، إلى جانب مبادرة «حج بلا حقيبة»، لإعادة نقل أمتعة الحجاج من مقرات سكنهم إلى صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بغية تقليل مدة الانتظار في صالات المطار. ويأتي مشروع «منصة الحج الذكي»، تحقيقا لرؤية المملكة 2030، التي تؤكد على الالتزام بتطوير وتوسيع نطاق الخدمات المتوفرة للحجاج والمعتمرين لتسهيل أداء مناسكهم من خلال التقنيات التفاعلية،حيث تبدأ المنصة خدماتها من بداية طلب التأشيرة الإلكترونية دون الحاجة إلى الذهاب إلى السفارة للتيسير على الحاج من عناء البحث والتنقل من خلال إصدار التأشيرة الإلكترونية بالتكامل مع وزارة الخارجية عن طريق المسار الإلكتروني.
وتوفر المنصة جملة من المبادرات التقنية المتطورة، الأمر الذي سيُحدِثُ نقلةً نوعيةً في الخدمات التي سينعم بها ضيوف الرحمن وبما يسهل على القطاعات العاملة في موسم الحج شؤون الإدارة والتنظيم، وتشمل المبادرات «بطاقة الحج الذكية»، وهي بطاقة موحدة لجميع الحجاج، تحتوي على معلوماتهم الشخصية والطبية والسكنية، يُمكنُ قراءتها عبر تطبيقٍ على الأجهزة الذكية يتم ربطه بالبطاقة مباشرة عبر تقنية اتصال المجال القريب NFC، وتسهم البطاقة في إرشاد الحجاج التائهين، والتحكم بالدخول للمخيمات والمرافق المختلفة، والحد من الحج غير النظامي. كما تشمل «بطاقة الحج البنكية» يصدرها أحد البنوك المحلية، تُمكّن ضيف الرحمن من إيداع المال فيها من بلده أو عند وصوله للمملكة، إذ تسهم هذه المبادرة في حماية أموال الحجاج من السرقة أوالضياع، ويمكن استخدامها ضمن شبكة مدى ونقاط البيع المختلفة، فيما وظفت التقنية لتحسين إدارة الحشود عبر مبادرة «شبكة انترنت الأشياء ( IoT )» وهي شبكة بنية تحتية هي الأولى من نوعها في المشاعر المقدسة، وتتكون من ست محطاتِ إرسال واستقبال، و 350 مستشعرًا موزعة حول مشعر منى ومنشأة الجمرات، إضافة إلى تمديد 1200 متر من كوابل الألياف الضوئية، وتستخدم الشبكة لجمع وإرسال البيانات في أماكن الزحام ومسارات المشاة، للمساعدة في محاكاة الحشود وتحسين خطة التفويج.
وتعزيزا للجهود التنظيمة تسهم مبادرة «منظومة كاميرات مراقبة الحشود»، ذات الدقة العالية وبخاصية البانوراما (جيجا بكسل)، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تم تركيبها في مشعر منى لتسهم في معرفة أعداد الحشود وحساب كثافتها وتحليل حركتها وحساب معدلات التدفق في المسارات، أما مبادرة «مركز مراقبة التفويج وإدارة الحشود»، فيعمل على تحليل جميع البيانات الواردة من كاميرات المراقبة وشبكة انترنت الأشياء في المشاعر المقدسة لدعم اتخاذ القرار باستخدام الذكاء الاصطناعي وأنظمة المحاكاة.
ويتزامن مشروع «الحج الذكي» مع حزمة من المبادرات المتعلقة بالتجهيزات في رحلة الحاج، بداية من مبادرة «حج بلا حقيبة»، وتعتنى بنقل أمتعة الحجاج من صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي إلى مقرات سكنهم للعناية بوصول الحجاج، بما يسهم في تقليل مدة الانتظار، كما قامت الوزارة ولتحسين جودة النقل بإطلاق مبادرة «مشاريع البنية التحتية للنقل الترددي»، إذ تقوم على توسعة الجسور وربطها بطرق المشاة وضمان انسيابية تردد الحافلات.